Tuesday, May 11, 2010

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد


قد نجد صعوبة في مواجهة أقبح مافي أنفسنا, وقد نجد صعوبة أكبر في إبراز أجمل مافيها دون تواجد ذلك الإنطباع البشع الملقب من "العامة" بالغرور, ولكني أجد نفسي في حيرة عند محاولة تصنيف حالة من حالات السبات الإنساني التي نعيشها, فلا أجد لاصبعي مكانا ً على مقياس الصعوبة والسهولة, وربما سبب ذلك عدم تواجد الحالة تلك في ذلك المقياس, بل ربما تواجدها في مقياس أكبر.


في عالم من "الهبات" المتوافدة بعنف, والقيم المتوالدة من الرذائل ..!
نرى أن الشاب الكويتي أصبح روحا ً ضائعة, تبحث وتستنجد بمن ينقذها من هذا الإنجراف الخطير الذي تسببه تيار شديد القوة, حاد السرعة, متخبط الإتجاهات, نحو اللاشيء, وأي شيء يأتي من نسيان الهوية و التمرد لأجل التمرد والجنون لجمال الجنون, وغيرها الكثير من ما يصارعه أبناء وطني, لا يتملكني لأسردها جميعها و " عوار راسها " لكم يا محاولي التغيير الفطري قبل الجذري.


ولم أطلقت عليه تغييرا ً فطريا ً ؟ لتناسينا نحن أساسيات العلاقات والقيم الإنسانية التي كان من المفترض علينا نحن الــ مسلمون أن تكون هذه الأساسيات هي ما تربينا عليه منذ الصغر, فاحترام الذات والأخلاق أصبحت طيفا ً يبحث عنه الكثيرين, ويتوهمه البعض, وينافق به آخرون.


" أي شي " إلا الأخلاق ..!
يتحلى بعض المصلون والمحافظين على صلواتهم بأخلاق فريدة, منها الصبر والعفة والحلم وغيرها مما يرفع بالإنسان إلى مراتب قد لا نتخيلها, لكن نرى اليوم هاجسا ً راود الكثيرين من قبل وهو توافق العقلانية بالشيطانية, فنرى الشاب اللعوب أو المتذوق الشغوف أو المتنقل الغيور, أو بمعنى ومصطلحات دخيلة على الدخيل نفسه :
حب والله ما كتب
حب وما تستاهله
حب بس حظه مو زين
حب وال9 بنات اللي قبل مو زينين
حب واللـ يحب بهالزمن مظلوم
وإلخ ...


نرى هذا المحب, يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر
يأتي بالصلاة في أوقاتها ( أو ظاهريا ً على الأقل )
والأهم من ذلك, يتنقل من وردة إلى وردة, وقمامة إلى قمامة
ينشر السعادة والسلام والمحبة, ولكن هل يقوم بذلك فعلا ..؟
كيف ارتبطت الأخلاق بعمل غير أخلاقي ؟
التضبط, التقزر, المغازل, لكن بإطار الأخلاق


( إن احببتها سأهديها لصراطي المستقيم, والأخرى لصراط مستقيم, والإحتياطية لصراط مستقيم.. )


وينغمس الشاب في ملذات قيمه المكتسبة, حتى يؤمن حقا ً بشرعية ما يقوم به, ولا تلام الفتيات على تصديق كاذب صدق نفسه ...!


أمثلة من أرض الحدث
أوهمها بالحب, حرص على مساندتها في مسيرتها نحو المحافظة على الصلاة, لماذا ؟
حتى إن أتاه الملل يوما ً, وقرر الذهاب, تكون سمعته بيضاء
ويقال عنه رجلا ً ونعم الرجال ..


سذاجة ..!
( قاعد ينصحني, قاعد يعلمني, قاعد يزفني, يعني صج يحبني )
واكتفي بذلك تعليقا ً على سذاجة أغلب الفتيات اللاتي " تكلمن ", والزوجات اللاتي " تكلمن ", والأمهات اللاتي " تكلمن "


وما قد يحير المرء ويجعله يحتاج إلى أصابع تفوق الـ 10 , ومقاييس تعادل النظريات, كيف أصبحنا في هذا الكسل, أعتبره كسلا ً لأني لم أجد له مبررا ً آخر, كسل في رؤية الأمور كما هي, فما هذا الـ"ترقيع" الذي نتحمل نتائجه نحن أولا ً, ونحن ثانيا ً, ونحن ثالثا ً !
أليس من واجبنا تغيير الأمور حتى وإن كانت بالقلب, وأي قلوب متحجرة نملك, وعقول منغلقة تتفتح لما اشتهته انفسنا فقط, فكيف لنا أن نبرر لهؤلاء ؟ وأن نقف في صف هؤلاء ؟ أصدقاؤنا إذن هم للنصيحة سامعون, ومن لم تنفعه الذكرى فقد اعذر من انذر.


شتان ما بين الأثنين وما أشبه القلوب
رجل بمعنى الرجل حقا ً, أمام طالبات الكلية
وحقير بمعنى الحقارة حقا ً, بعيدا ً عن أنظار طالبات الكلية ..


وسنستمر في زمن ٍ ما بين قيام وسجود, و " قز " ووعود
حتى نأذن لأنفسنا, بإيجاد الحلول
بدلا ً من رسمنا خريطة ذهنية, لمدينة فاضلة
والإكتفاء بالنوم والأكل و" التحلطم "


ونعيب زماننا والعيب فينا, وما لزماننا عيب سوانا
والختام السلام
.
.
.


موسى مقامس
10-5-2010